بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في هذا الصباح كنت أتصفح بعض المنتديات فقرأت هذا الموضوع وأعجبني كثيراً
الموضوع بعنوان (( سورة العصر ))
يقسم رب العزة جل جلاله…في هذه السورة ذات الآيات الثلاثة….الشاملة لكل أصول الدين….المأمور به المسلم…وهو يقضي العمر إعداداّ للقاء الله….
بتلك الحقبة من تاريخ وجود الكون….التي ضمت البشر جميعاّ منذ عهد أبينا آدم ( عليه السلام)…………وحتى: قيام الساعة!!!!…فيقول
(( والعصر))
إنّه قسم بكل ذلك التاريخ , وكل منجزات البشر , وما صنعوه من شواهد في الأرض , وما أنجزوه فيها من تغيير……
إنّ وجودك يا أخي طارئ,,,,ومحدود….والجزء من ذاك العصر الذي أنت فيه…سرعان ما يمضي….وبمضيه ينتهي عمرك…فإذا لم يكن في مقابله كسب صار ذلك النقصان ….خسر على خسر!!!!!
وقال بعض السلف….ما تعلمت معنى السورة إلا من بائع الثلج كان يصيح : ارحموا من رأس ماله يذوب…..ارحموا من رأس ماله يذوب…!!!
وعمرك أخي…..رأس مالك….فهلاّ حرصت عليه….
ثم….أخي … يأتي جواب القسم.
(( إنّ الإنسان لفي خسر ))
وتعريف الإنسان هنا تعريف الجنس المراد به الاستغراق الذي يستغرق جميع أفراد النوع الإنساني!!!!
وتنكير (( خسر)) هنا يفيد تهويله فهو خسران كبير أن تحرم أخي من عبادة ربك…مقصد حياتك الأول….
فسائر إهتماماتك الأخرى ومقاصدك هي عدم!!!! بالقياس لخسرانك وضع نفسك موضعها المراد لها في الوجود….
وأعلم أخي أنّ الإنسان لا ينفك عن خسر …والخسر هو تضييع رأس المال ورأس مالك أخي,,,هو عمرك وأنت قّلما تنفك عن تضييع عمرك!!!!
فإن كان في معصية والعياذ بالله فهي خسر لا شك فيه…وإن كان في مباح فهو ذاهب بلا أثر,,,,,وإن كان أخي في طاعة فلا طاعة إلاّ ويمكنك الإتيان بغيرها وأحسن منها!!!!
لأن مراتب الخشوع والخضوع لله غير متناهية …..
فكان ترك الأعلى والإقتصار على الأدنى نوع من الخسران أخي…
ثم…..الإستثناء من الله سبحانه,,,,
للرابح!!!!!
الغير خاسر….أخي
(( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))
وهذه الأربعة أخي…تستحق أن ترفع ….. شعاراً لحياتك …لتكون من جملة الرابحين أخي!!!
أما الأولى والثانية فتخصك….أنت أخي…
إيمان…يقين شامل في قلبك وعقلك بأن الله هو الواحد الذي ليس كمثله أحد….فتخاف الله وتحبه وترجوه ولا ترجو سواه!!
وما أن يستقر الأيمان في قلبك أخي….حتى يتحرك كقوة دافعة إيجابية..تحقق ذاتها,,,بعمل صالح!!!!
تبتغي به وجه ربك….أخي
وما أوسع ميادين….العمل الصالح .
أقلّها تبسم…..في وجه أخيك !!!!!!
فأبتسم…..!!!!!
أما….الإثنتان..الباقيتان….فتخص جماعة المسلمين…لتبنى الأمة كالصف المرصوص!!!
أن تسعى لتكون كاملاً في نفسك….بإصلاح قوتك العلمية بالأيمان , والعملية بعمل الصالحات….ومكملاً لغيرك بتعليمه والصبر عليه…بإذن الله
ولاحظ,,,الإيقاع في لفظ ..(( تواصوا)) …إشارة إلى الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!!!
تواصٍ بيننا أخي….فأنا أوصيك…وأقبل منك الوصية!!
تواصٍ بكل ما أمر به الحق….سبحانه.
وتواصٍ بالصبر….للثبات عليه….فالطريق طويل…وزادنا قليل!!
والدعوة ليست طريق مفروش بالورود…إنّما هو الشيطان يأتيك من مداخل الشهوات والشبهات…ليبعدك عن طريق الحق.
أعلم أخي…أن عمرك لابد ذاهب…وشبابك لا شك فاني….فأعمل لدار…غداً رضوان خازنها!!!
فالعمل ,,,سيوصلك إلى خير مما ذهب,,بإذن الله.
أودع…هذا الأيمان قلبك….وأدع الآخرين إليه!!!
لتكون…..ناجياً ,,,عند نهاية العصر وآمناً
وهذه النهاية أخي….لابد أنها آتية قريبة….فأجتهد ألاّ تكون من الخاسرين……
اللهم
اجعلنا من السابقين المقربين
اللهم
آمين
أختكم في الله
مطعسه على السيراميك
لا تنسوني في دعاءكم